كتب/ صادق فرج التميمي
مُصمم محترف ومدير تحرير وكاتب مؤلف .. قلب محار ممتلئ باللؤلؤ ..
إذا سلمَّنا بقاعدة ذهبية ذات بعد إنساني ومفادها، أن الكأس لا يمتلئ من نقطة، والإنسان يجب أن لا يغضب من كلمة جارحة يطلقها جاهل، فهو ممتلئ قلبا وروحا وتسامحا بلولؤ الطيب والمحبة وعذب الكلام، تماما مثل اللؤلؤ الذي يستوطن المحار في أعماق البحار، حين تستخرجه وتراه عينك ثم تلمسه بيدك، تشعر وأنت تقلبه كأن قلبك قد إمتلئ بالجمال والسعادة والمحبة؟ ..
وأحسب أن زميل المهنة (ابو علي السعدي) كاللؤلؤ حين تُعاشره سترى كم أن قلبه كالمحار ممتلئ بجمال الروح والنقاء والتسامح والمحبة، وبحضور مُميز وبهي أبهى من البهاء بين من يعرفه من الأحبة او من تعامل معه عن قرب وأنا منهم ..
خاض مهنة المتاعب والمصاعب من بوابتين الأولى (تصميم الأزياء)، والثانية (المكننة الزراعية) حين تخصص بها في المعهد الفني في العام 1980 في أعقاب نجاحه في الصف الثانوي بـ (إعدادية صلاح الدين) في بغداد، وكان من رفقته فيها الزميل الإعلامي والأكاديمي المُميز الأستاذ الدكتور أكرم الربيعي، الذي شجعه على أن يخوض المهنة سباحا ماهرا بعدد من أصنافها وبمواهب الخبير المُحترف ومنها إحترافيته بفن التصميم ثم مُحررا ومديرا لتحرير وكاتبا مؤلفا .. ولكن كيف حصل ذلك؟.. ومن هو كشخصية مهنية وسيرة إجتماعية ذات بعد إنساني بأصل كريم؟ ..
هو محمد صالح نصيف السعدي المولود في العام 1963 في بغداد .. وشهرته الصحفية ومصمم مُحترف وكاتب مؤلف (ابو علي السعدي) .. وكنيته (ابو علي) .. تخرج من الصف الثانوي عام 1980 في (إعدادية صلاح الدين) في بغداد، وكان من ضمن الدفعة المتخرجة لتلك السنة صديقه ورفيق دربه الدكتور اكرم الربيعي ..
دخل (ابو علي السعدي) في (المعهد الفني) ببغداد عام 1980 وتخرج فيه عام 1982 وحصل على شهادة (الدبلوم الفني)، وكان من بين أساتذته الذين تتلمذ على أيديهم الدكتور نبيل محمد عارف، والدكتور الراحل عبد الجبار محمد، وكان تخصصه الدقيق في المعهد (المكننة الزراعية)، ولم يكن ليرغب في التعيين في دوائر الدولة في حينه، لأنه كان يجد في رغبته وحبه للتصميم أن يدخل عالم (تصميم الأزياء)، فكان له أن يؤسس مشغلا لتنفيذ (تصاميم الأزياء) بكافة أنواعها وعرضها وبيعها في السوق المحلية ..
وبنفس الوقت كان تواقا للعلم والتعرف على الجديد منه، فعندما وصل (الحاسوب) إلى السوق العراقية أقتنى أول جهاز (حاسوب) في عام 1998، وبدأ رحلة التعلم عبر هذا الجهاز الإسطوري عن طريق الإشتراك في الأنترنيت والتعلم منه بما يسمح الوقت وإمكانيات الخدمة المتاحة في حينها، فتعلم من ضمن ما تعلم (التصميم) على برنامج (الكوريل) للإستفادة منه في عمله الأساسي وهو (تصميم الأزياء) ..
بعد عام الإحتلال الأمريكي للعراق 2003 وتلبية لرغبة الزميل الدكتور اكرم الربيعي دخول رفيق دربه الزميل (أبو علي السعدي) في عالم صناعة المجلات والصحف، دعاه للعمل معه في عالم مهنة المتاعب، فكانت البداية بنفس العام في صحيفة (أضواء) التي كان الدكتور الربيعي قد أسسها للتو وتولى رئاسة تحريرها، وظل (أبو علي السعدي) يعمل ضمن كادرها المهني بصفة مصمم لغاية توقفها عن الصدور في عام 2006 ..
خلال مسيرته المهنية عمل في عدد من المجلات والصحف، ومنها صحيفة (الدار البيضاء) للمدة 2006 ــ 2008 برفقة الزميل المهني الأثير الكاتب والأديب عبد الستار الحيالي (أبو نزار)، والزميل عباس عمار التميمي ..
وللمدة 2008 ــ 2010 عمل بصفة محرر ومصمم في صحيفة (البيادر) برفقة الزميل عبد الرحمن راضي الربيعي، وبصحيفة (الشعاع) للمدة 2010 ــ 2012 برفقة الزميل قاسم خليفة حمادي، والزميل عبد الستار الحيالي، فيما يواصل عمله الآن بصحيفة (المستقبل) التي تصدر عن (كلية المستقبل الجامعة) برفقة الدكتور اكرم الربيعي ..
في العام2010 إتجه المصمم والمحرر ومدير التحرير (أبو علي السعدي) نحو الكتابة والتأليف، ليعلم طلبته كيف يصممون ويبدعون بإستخدام برامج التصميم الحديثة وتقنياتها المتطورة في هذا المجال، لاسيما العمل عن (طريق برامج الكوريل)، وبما أنه يهوى الشعر ويعشق قصائد كِبار الشعراء فإنه إتجه أيضا للتأليف عنهم وعن حياتهم ودورهم في إذكاء روح الحماسة الوطنية، وفي هذا السياق صدر له أول كتاب تحت عنوان موسوم (التصميم يُحاكي الذوق) بنفس العام عن مطبعة الماهر ببغداد، ومضمون الكتاب يتطرق لعلاقة التصميم بالرؤية الشخصية للأشياء او ما يعرف بالذوق وتأثيرها على تقبل المشاهد للتصميم المعروض، وله تحت الطبع كتابين، الأول تحت عنوان (العملية التصميمية بإستخدام برنامج الكوريل درو) وهو كتاب تعليمي وهو كتاب تعليمي موجه الى المبتدئين ممن يودون الخوض في عالم التصميم ، والثاني تحت عنوان (بغداد في عيون الشعر العربي) وهو كتاب جمع فيه روائع القصائد في الشعر العربي لشعراء عرب تغنوا ببغداد دار السلام، وعزز كتابه هذا بنبذة مختصرة عن كل شاعر نظم قصيدته، فيما له كتاب آخر في مرحلة التدقيق اللغوي تحت عنوان (السيميائية في تصميم الشعار) ويتناول فيه العلاقة بين السيميائية وتصميم الشعارات والعلامات التجارية وتأثيرها في الحصول على شعار مقبول ويمثل نشاط الجهة المالكة له ..
الزميل (أبو علي السعيدي) لم يكتف بهذا وحسب، فهو يعشق (التصميم) بكل جوانبه ولم يكتف بـ (التصميم الكرافيكي)، إذ دخل عالم (تصميم وبرمجة البرامج الحاسوبية) و(تطبيقات الأندرويد)، وهو مُلم بعدد من (البرامج الإحصائية والمحاسبية والمخزنية والإدارية) التي وظفها لحساب عدد من شركات القطاعين العام والخاص، وبرع في مجال (التطبيقات على متجر غوغل بلي) التي وظفها لحساب (مصرف الدم العراقي) و(تطبيق تفسير القرآن الكريم) إضافة إلى عدد من (تطبيقات تعليمية للأطفال) وأخرى تطبيقات مخصصة لعمل (كبريات الشركات والمطاعم) ..
تابعت منصته الشخصية على شبكة التواصل الإجتماعي، ووجدت فيها كم يكن لوالدته ووالده رحمها الله عظيم الكلام عرفانا منه بدورهما التوجيهي والإرشادي كي يسير على الطريق الصحيح ، وأن يسعى دائما ليعزز حياته وعائلته بالإستقامة التي هي والطريق الصحيح عماد الحياة الإنسانية، وأن يُربي ويشجع اولاده للسير على هذا الطريق، وأن يسعى لتحقيق طموحاته وطموحات اولاده ، لذا فإنه كم يتمنى على الله العلي القدير أن يحقق اولاده بنين وبنات، ما لم يتمكن هو من تحقيقه في مسيرته، وفي هذا الخصوص يُشير بالذات إلى الإبن الأكبر (علي) أن يسير على خُطاه بعد نيله شهادة البكالوريوس في (هندسة الحاسوب)، وليحقق رغبته العارمة في إكمال دراسته العليا ليملأ قلبه فرحا وفخرا به وبعائلته ..
ذات مرة، وفي يوم أسود كسواد وجوه القتلة والمجرمين، كتب يقول: (من الأيام المُحزنة التي مرت بي خلال مسيرتي الصحفية هو يوم إستشهاد نقيب الصحفيين العراقيين السابق المغفور له الراحل شهاب التميمي، فقد كان يوما أسودا بمعنى الكلمة لما يحمله من إستهداف لقامة كبيرة في عالم الصحافة العراقية والعربية) ..
نال الزميل الطيب (أبو علي السعدي) كم غير قليل من كُتب التشكرات والشهادات وقلائد الإبداع والتميز خلال مسيرته المهنية المشرفة كمصمم ومحرر ومدير تحرير وكاتب مؤلف من لدن الكثير من المؤسسات المهنية، الصحفية والإعلامية، التي عمل لحسابها وترك فيها أثرا ثرا من المهنية العالية وحُسن التعامل، او تلك المؤسسات والشركات التي تعامل معها بروح من الخبرة والعلمية والإخلاص في العمل، وكان من أبرز ما حصل عليه قلادة الإبداع التي منحتها له نقابة الصحفيين العراقيين ضمن كوكبة صحفية وإعلامية لامعة ..
شارك الزميل (ابو علي السعدي)، العضو في نقابة الصحفيين العراقيين، والإتحاد العام للصحفيين العرب، والإتحاد الدولي للصحفيين، في الكثير من المهرجانات والمؤتمرات على الصعيد المحلي، وكان من أبرز مشاركاته المشاركة في أعمال (مؤتمر الإعلام الدولي) الذي إنعقد في بغداد في عام 2017 ..
كُتب في بغداد ــ الأثنين 27 كانون الأول 2021 ــ لحساب موسوعة (صحفيون بين جيلين) الورقية المرتقبة الطبع قريبا بإذن الله ..
